الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية أقطاب المعارضة يكشفون مآخذهم واحترازاتهم: هل تموت حكومة الحبيب الصيد في المهد؟

نشر في  28 جانفي 2015  (10:10)

 أعلن يوم الجمعة الفارط الحبيب الصيد عن تشكيلة حكومته الجديدة، التي ضمت 24 وزيرا و15 كاتب دولة، والتي تميزت أساسا بغياب كل من حركة النهضة وكذلك حزب المبادرة وآفاق تونس والجبهة الشعبية.
ورغم أن الحبيب الصيد قال خلال إعلانه عن تركيبتها بأنها «ستكون حكومة كل التونسيين غايتها ترسيخ المسار الديمقراطي وترسيخ مقومات التنمية بكل الجهات»، إلا أن تركيبتها سرعان ما أثارت ردود فعل مختلفة، بين مؤيد ومساند لها ومتحدّث عن محاصصة حزبية وأخطاء في تعيين الرجل المناسب في المكان المناسب، مما يستوجب إسقاطها أو إدخال تحويرات على تركيبتها.
وقبل انعقاد الجلسة العامة التي ستخصص للنظر في منح الثقة لها من عدمها والتي تقرّر انعقادها نهاية هذا الأسبوع، اتصلت أخبار الجمهورية بأبرز معارضي الحكومة الجديدة لمعرفة الأسباب الحقيقية التي دفعتهم لعدم المساندة وكذلك مطالبهم ورسائلهم في ما يخص هذا الموضوع..   

نزار عمامي: حكومة الصيد إن استطاعت المرور فستكون حكومة «جوتابل»..

أفاد القيادي بالجبهة الشعبية والنائب بمجلس الشعب نزار عمامي أن تشكيلة حكومة الحبيب الصيد يلفّها نوع من الغموض خاصة أن عددا من أعضائها تبيّن بالكاشف بأنهم ينتمون للمنظومة القديمة التابعة لبن على والى التجمع المنحل وكذلك هناك من تحوم حوله الشبهات في علاقته مع حركة النهضة كوزير الداخلية ناجم الغرسلي..
وأشار عمامي الى أن الجبهة الشعبية عبرت عديد المرات بأنها لا تسعى بأن تكون في جلباب الحكم والدليل على ذلك أنها لم تتقدم بملفات لتعرضها على رئاسة الحكومة كما لم تسع إلى الدخول في «مناظرة» الحكومة ومحاصصاتها الحزبية ـ وفق تعبيره ـ، قائلا ان الذي يهمّ الجبهة هي الإجراءات التي تعطي الأمل للشباب العاطل عن العمل والبرنامج الذي يجب أن يكون فعليا وليس «إنشائيا» خاصة في ما يتعلق بمسألة المديونية ورفض سياسة التقشف.
كما اعتبر القيادي أنّ فشل حكومة الصيد في الحصول علي تزكية مجلس الشعب هي من مسؤولية الحزب الأغلبي نداء تونس الذي اتسم بالارتجال والضبابية في طرحه لتشكيلة حكومة تضم أسماء تتعلق بها شبهات فساد وعديد القضايا.
وطالب نزار عمامي بضرورة تشكيل حكومة تكون متضمنة لبرامج تحقق استحقاقات الثورة وتلتزم بالوفاء للتعهدات السابقة وأن تكون حكومة وحدة وطنية بناءة وليست على هذه الشاكلة التي لن تخولها إلا لتكون حكومة وقتية لن تخرجنا من «الوقتية» التي عايشناها» وفق تعبيره.
في المقابل ذكر النائب بأنه في صورة مرور حكومة الصيد فستكون حكومة هشة وضعيفة و»جوتابل» لأنها لن تكون قادرة على تحقيق أية إجراءات فعلية على أرض الواقع..

رياض المؤخّر: نطالب بتعزيز التحالف السياسي بين الأطراف المنتمية إلى نفس العائلة الديمقراطية

في ذات السياق قال القيادي بحزب آفاق تونس والنائب بمجلس الشعب رياض المؤخر أنه بعد الإعلان الرسمي الذي أصدره المكتب السياسي للحزب بعدم منح الثقة لحكومة الحبيب الصيد والذي يرجع بالأساس إلى عدم استجابة التشكيلة الحكومية للتوافق الوطني الذي تطلبه المرحلة الراهنة، فان الحزب يطالب بضرورة أن تجمع الحكومة بين الكفاءة التقنية والكفاءة السياسية وتكون أيضا مبنية على أساس تحالف سياسي واضح بين كل من حزبي آفاق تونس والنداء وفق كراس الشروط الموضوع.
كما أفاد محدثنا بأن حزب آفاق تونس يسعى إلى تعزيز التحالف السياسي بين كل الأطراف المكونة للحكومة والتي تنتمي لذات العائلة السياسية الديمقراطية.

محمد بن سالم: وزير الشؤون الدينية الجديد ينتمي إلى منظومة بن علي ومحارب لحرية التدين ومدافع عن الإلحاد

من ناحيته اعتبر القيادي في حركة النهضة محمد بن سالم والنائب بمجلس الشعب أن عدم منح حركته الثقة لحكومة الصيد يعود لأنها لم تعّبّر عن تنّوع المشهد السياسي التونسي وعلى مبدأ الوفاق الوطني، إضافة لعدم استجابتها لمتطلبات المرحلة وما تقتضيه من إصلاحات يتوقّف عليها مستقبل البلاد وانتظارات التونسيين تحقيقا لأهداف الثورة في الكرامة والتنمية العادلة والشاملة.
وأضاف بن سالم قائلا: « للأسف الشديد لقد وجدت حركة النهضة في هذه الحكومة كل الأشياء السلبية والسيئة، من بينها تكليف العروسي الميزوري على رأس وزارة الشؤون الدينية رغم انتمائه لمنظومة العهد البائد والظالم ومعروف بمقالاته الممجّدة لبن علي ونظرته المحاربة لحرية التدين والمدافعة عن الإلحاد»..
كما أكد القيادي بأنه في صورة مرور حكومة الصيد على تلك الشاكلة المعلن عنها فإن حركة النهضة ستكون في صف المعارضة البنّاءة وليست الهدامة كمثل المعارضة التي ساهمت خلال الــ3 سنوات الفارطة  في تعطيل عمل الحكومة..
 
كمال مرجان: حزب المبادرة مازال ينادي بضرورة تكوين حكومة إنقاذ وطني ممثلة لجميع الأطراف

عبّر رئيس حزب المبادرة كمال مرجان عن استغرابه من غياب أي ممثل للمبادرة في الحكومة الجديدة.
كما اعتبر كمال مرجان أن حكومة الحبيب الصيد ليست حكومة سياسية أو إنقاذ وطني وتضمنت أسماء وزراء لا تملك دراية باختصاص الوزارات التي تحصلت عليها وهو ما سيدفع بالبلاد إلى تكوين حكومة كل خمسة أشهر في حين أن تونس تحتاج حكومة تعمل منذ اليوم الأول.
وقال مرجان إن حزب المبادرة نادى في مناسبات عدة ومازال ينادي بضرورة تكوين حكومة إنقاذ وطني ممثلة لجميع الأطراف السياسية، مؤكدا أن تونس في حاجة الى كفاءات مطلعة وذات معرفة بالمهمة الموكلة لها خدمة لمتطلبات المرحلة الراهنة.

عدنان الحاجي: إمكانية مرور الحكومة وارد لكن بأغلبية ضعيفة..

أما عدنان الحاجي النائب بمجلس الشعب  فقد اعتبر أن حكومة الصيد بتشكيلتها المعلن عنها ستكون ضعيفة وهشة ولن تكون مسيّرة للحكم، وأضاف أنّه  رغم تضمن الفريق الحكومي لكفاءات لا يمكن إنكارها إلا أن هناك بعض الاحترازات والمؤاخذات في ما يخص وجود بعض الأشخاص الذين تحوم حولهم الشبهات .
وفي سياق متصل، أفاد الحاجي بأن إمكانية مرور حكومة الصيد واردة جدا لكنها ستكون بأغلبية سياسية ضعيفة، وهو ما جعل الحبيب الصيد يقوم مؤخرا بدعوة ممثلين عن الأحزاب المعارضة والناقدة لتشكيلة الحكومة للتدارس والتشاور في إمكانية إحداث بعض التحويرات.
ومن ناحية أخرى، أفاد النائب بأنّه لم يحسم بعد موقفه بخصوص مساندة الحكومة لأنه سيبقى رهين المشاورات والنقاشات والمعطيات الجديدة التي يمكن أن تدخل على الخط، خاصة أنه يرى أن مسألة الدعم يجب أن تتم على أساس البرامج التي تطرحها الحكومة أكثر من أن تكون على أساس الأشخاص الذين يكوّنونها..

منارة التليجاني